
يعتبر Shein اليوم واحدًا من أبرز متاجر الملابس منخفضة التكلفة في العالم، حيث نجح في أن يصبح الوجهة الأولى للعديد من المستهلكين الباحثين عن الأزياء بأسعار معقولة. وقد وصل Shein إلى هذه المكانة المرموقة بفضل استراتيجية تسويقية مبتكرة وسعر لا يُضاهى، حتى أن البعض يعتقد أنه في طريقه لتجاوز عمالقة قطاع النسيج العالمي مثل Zara وH&M.
يكمن سر نجاح Shein ليس فقط في تقديم أسعار تنافسية للغاية، مثل السراويل التي تُباع مقابل 8 دولارات أو القمصان التي يمكن الحصول عليها مقابل 5 دولارات، بل في موقعه الإلكتروني وتطبيقه الذكيين. تم تصميم هذه المنصات الرقمية بعناية فائقة لجذب انتباه المستهلكين من خلال تقديم برامج ولاء تتيح لهم جمع النقاط، ومراجعات المستخدمين التي تساهم في تحسين تجربة التسوق، بالإضافة إلى العروض الترويجية المغرية التي تجعل التسوق تجربة ممتعة ومربحة في آن واحد.
لكن هناك ما هو أكثر من ذلك. Shein نجح في تقديم مجموعة واسعة من الملابس التي تحاكي تصميمات علامات تجارية مشهورة مثل Adidas وNike، كما يُروج لمنتجات تابعة لمغنيين عالميين ومسلسلات شهيرة مثل "Friends" و"The Simpsons". يعتمد نموذج عمل Shein على إنتاج كميات كبيرة من الملابس بأسعار منخفضة جدًا، مع العلم أن هذه الملابس قد لا تدوم أكثر من بضعة أشهر في المخزون قبل أن يتم بيعها بالكامل.
في خطوة غير متوقعة، رفع Shein دعوى قضائية في محكمة اتحادية بواشنطن العاصمة ضد منافسه Temu. اتهم Shein شركة Temu بتنفيذ "خطة منسقة" لسرقة معلوماته التجارية ومنتجاته، بالإضافة إلى تجاهل حقوق العلامات التجارية وحقوق النشر والانخراط في ممارسات إعلانية مضللة.
كانت استراتيجية Temu تعتمد على اختراق المعلومات الداخلية لشركة Shein، حيث يتمكن أحد الموظفين من الوصول إلى بيانات حساسة لمعرفة المنتجات الأكثر مبيعًا. وبعد الحصول على هذه المعلومات، يتم توجيه البائعين على منصة Temu لإنشاء "نسخ مقلدة" من تلك المنتجات، مما يتيح لهم منافسة Shein بشكل غير عادل.
تفاقمت الحرب بين Shein وTemu في الأسابيع الأخيرة، خاصةً على منصات التواصل الاجتماعي. كلا الشركتين تستهدفان نفس الجمهور، وهم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، من خلال إعلانات مكثفة على منصات مثل إنستغرام وتيك توك.
وصل الصراع إلى حد أن Shein اتهمت Temu بانتحال شخصيتها على منصة "إكس" (المعروفة سابقًا باسم تويتر). حيث قامت Temu بإنشاء حسابات مزيفة تدّعي أنها تابعة لـ Shein، بهدف تحويل عملاء Shein إلى موقعها الإلكتروني. هذه الحسابات كانت مصممة بذكاء شديد، حيث جعلت واجهة النظامين متشابهة لدرجة أن بعض المستخدمين لم يتمكنوا من تمييز الخدعة.
يُظهر هذا الصراع الشرس بين الشركتين التنافس الكبير في سوق الموضة منخفضة التكلفة، وهو سوق يشهد تغييرات مستمرة واستراتيجيات متعددة للسيطرة على أكبر حصة من المستهلكين. ومع استمرار المعركة القانونية والتسويقية بين Shein وTemu، يبقى السؤال: من سينتصر في النهاية؟ وهل ستؤدي هذه المنافسة إلى مزيد من الابتكارات أو إلى تحولات جذرية في صناعة الأزياء العالمية؟